خلفية تاريخيّة
خلال سنوات السبعين بدأت قضيّة نزاع مجتمع الميم تبرز في المجتمع الاسرائيلي، كانت هذه نقطة التحوّل في الصراع على تحديد الهويّة الشخصيّة، الحقوق وإدراك المجتمع في إسرائيل لمفاهيم أفراد مجتمع الميم. اقامة “النقابة من اجل مجتمع الميم في اسرائيل” المعروفة بدفاعها عن حقوق أفراد المجتمع، كانت أولى الخطوات التي اتخذت لمصلحة حقوق مجتمع الميم في إسرائيل.
منذ بداية طريقهم، اعترفت المؤسّسات الاجتماعيّة بالحاجة للعمل لصالح مجتمع الميم، حيث انّ الشباب والشابّات كانوا يسرعون في الذهاب الى تل-أبيب من كل انحاء الدوّلة ويقضون وقتهم بمذلّة في الشّارع؛ معظمهم كانوا بلا منزل واجبروا للعمل في الدّعارة لكيّ يكسبوا لقمة عيشهم. في الثمانينياّت بدأت النّقابة بتنفيذ إجراءات لصالح مجتمع الميم، والدّافع الأساسي خلف القيام بهذه الإجراءات هو وجود قانون الذي حظّر العلاقات الشاذّة جنسيّا. تم الغاء القانون في سنة ١٩٨٨.
منظمة الشباب الفخور تأسّست سنة ٢٠٠١ على يديّ ينيف فايتسمان وجال أحوفسكي. في تلك الفترة كان هنالك العديد من المجموعات الشبابيّة التي عملت لصالح مجتمع الميم في أماكن مختلفة بمساعدة النّقابة. كلاهما بادر من أجل تأسيس منظمة قطريّة مستقلّة. أحوفسكي قام بلمّ تبرعات من أكثر من ١٥٠ شخصا بقيمة ٨٠ ألف شاقل. صرّح فايتسمان في مقابلة لجريدة يديعوت أحرونوت انّه قام بتجنيد مجموعة كبيرة من المتطوّعين التي ساعدت بقيام المنظّمة. الاسم ايجي أوجد لاحقا. المنظّمة تأسست باسم “منظّمة الشباب الفخور” حيث انّ هذا الاسم بالانجليزيّة هو(Israel gay youth (igy والذي أصبح شائعا مع الوقت. في البداية قرر أحوفسكي وفايتسمان العمل مع النّقابة، بعد سنتين تأسّس حزب “مثلي مثلك” الذي أتاح للمنظّمة لمّ التّبرعات بشكل غير تابع للنّقابة، وفي سنة ٢٠٠٤ انسحبت ايجي من النّقابة واصبحت منظّمة مستقلّة. غيّر حزب “مثلي مثلك” اسمه لاسم المنظّمة ايجي في سنة ٢٠٠٥.
المكتب الاوّل للمنظّمة كان في غرفة صغيرة في فندق دان، وافتتح هذا المكتب بمساعدة ليئون افيجاد الذي عمل في الفندق وقتها. مع الوقت وبمساعدة أوري سلعي الكريمة تمّ افتتاح مكاتب في شارع يفني.
خلال السنوّات واجهنا العديد من الآراء المعارضة لأنشطتنا، والتي جاءت من قبل الأهالي والسّلطات المحليّة. في السنوات الاولى للمنظّمة كانت هنالك العديد من الحالات حيث قام الاهل بالاتّصال بالمرشدين وهدّدوا بمقاضاتهم. السّلطات المحليّة التي عارضت وجود انشطة المنظّمة في منطقتها قامت بتضييق الخناق على المنظّمة بشكل واضح، بدءا من عدم توفير أماكن وميزانيّات حتى مضايقة المجموعات من قبل الأفراد التابعين لهذه السّلطات، والذي ادّى بنهاية الامر الى ايقاف الانشطة في تلك المناطق مع العلم بأهميّة هذه الانشطة للشباب والشابّات في تلك المناطق. من حسن حظّنا، يوجد الكثير من السّلطات المحليّة الدّاعمة لنا منذ البداية لادراكها بأهميّة الانشطة الخاصّة بالمنظّمة، من أوائل هذه السّلطات هي بلديّتيّ هرتسيليّا وتل ابيب – يافا.
في سنة 2008 قررت بلديّة تل-أبيب القيام بخطوة استثنائيّة حيث اسسّت مركزا لشباب مجتمع الميم في حديقة ماير، هذا المركز فريد من نوعه في الدّولة وهو عبارة عن مركز ثقافيّ ويضم العديد من الانشطة التابعة لمجتمع الميم. هذا المركز أصبح بشكل سريع محطّ نظر لجميع أفراد مجتمع الميم، وبسبب ازدياد اهميّته قرر الحزب نقل مكاتبه إلى هناك. بفضل النقل سنحت الفرصة بتنظيم انشطة جديدة: نادي شبابي وفرق قياديّة. عند افتتاح المركز نقلت المنظمة مكاتبها الى هناك.
في سنة 2008، بعد نقاشات مجهدة وطالت عدّة سنوات مع وزارة التربية والتعليم، وبدعم من وزيرتيّ التربية والتعليم ليمور ليفنات ويولي تمير، تم الاعتراف بايجي بشكل رسمي من قبل الوزارة، هذا الاعتراف قدم مع دعم مادي ملحوظ. وزراء التربيّة والتعليم منذ وحتى 2015، السيّد جدعون ساعار والسيّد شاي فيرون، استمرّوا بتقديم دعمهم للمنظمة وكانوا أصدقاء حقيقيّين لها ولمجتمع الميم.
في أغسطس 2009 دخل شخص مسلّح الى النادي الشبابي ” بار – نوعر” التابع للنقابة، وقام باطلاق النّار بدون الاكتراث لكونهم شباب وشابات ومرشدين. في تلك الليلة توفيّ شخصين: نير كاتس، مرشد في النادي؛ ليز طروفيشي، مراهقة بعمر السادسة عشر. العديد من الآخرين أصيبوا. القتل زعزع مجتمع الميم والمجتمع الاسرائيلي، أحد النتائج المباشرة للقتل كانت اعتراف العديد من الشباب والشابات بكونهم تابعين لمجتمع الميم لعائلاتهم والأشخاص القريبين منهم. في ايجي كنّا حاضرين من اجل الشباب والشابات ومن اجل حاجتهم الملحّة ليجتمعوا ويشاركون مشاعرهم و يعبرون عن حزنهم. بعد الصّدمة الاوليّة، ادركنا باّن أحد الحاجات الاساسيّة لشبابنا هو توعيتهم للعمل والتطوّع من أجل الآخرين، ومن أجل تحقيق ذلك قررنا تحسين البرامج القياديّة وتوجيه الشباب والشابات لسبل التطوّع.
بعد مرور سنة قام ران ليبيل بتأسيس “برنامج نير” على اسم نير كاتس الذي قتل في الحادثة المفجعة. البرنامج عمل في البيئة الرسميّة في اسرائيل (المدارس) وتوجه ايضا الى الشباب المغايرين جنسيّا.
في السنوات السابقة كبرت المنظمة بثلاثة أضعاف عما كانت عليه، ولأوّل مرة اصبح هنالك منسّقين للانشطة بحسب المناطق الجغرافيّة في البلاد (شمال، جنوب ومركز)، من منطلق تحسين الانشطة في المناطق البعيدة عن المركز، وتواجد مراكز انشطة قويّة خارج تل-أبيب. في سنة ٢٠١٠ تشكلت أول بعثة لسنة التطوّع في ايجي حيث عملت في تل-أبيب – يافا مع منظّمة الشباب العامل والمتعلّم. في سنة ٢٠١٥ افتتحت اول شقّة لايجي في بئر السّبع للمتطوّعين للخدمة القوميّة. بعد ثلاث سنوات تمّ الاعتراف بايجي كجسم بامكانه ارسال بعث، ومنذها حتى اليوم ايجي تستمر بإرسال بعثات مجموعية للخدمة القوميّة وسنة خدمة في ايجي، وجزء منهم يكمل مسيرته وطريق الاستكمال، المجموعة الاولى التي تخرجت من الجيش والخدمة المدنية و تمركزوا للعيش في العفولة حيث أخذوا جزءًا لتطوير المنظمة في سنة ٢٠١٨.
قرر الحزب في سنة 2015 أن يسمي مؤسّسة البحث بشكل رسميّ باسم ماغنوس هيرشفيلد. المؤسّسة مستمرّة بعمل أبحاث سنويّة حول الهوية الجنسيّة وهوية الفرد، بالتشديد على أفراد مجتمع الميم. اليوم المؤسّسة تتصدر الأبحاث في هذه المواضيع في العالم كلّه.
في نفس السّنة بدأت المجموعات من المجالات المختلفة في ايجي بالاتّحاد. من أجل ذلك، استثمرت موارد اقتصاديّة لتوظيف مرشدين ومرشدات من أجل فئة المتحوّلين جنسيّا، مرشدين ومرشدات من الوسط العربيّ وتوسّعت بشكل ملحوظ الانشطة الخاصّة بالمراهقين والشباب والمتديّنين اليهود. اليوم يوجد هنالك بيئات في كل أنحاء البلاد من أجل المتحوّلين جنسيّا، وعدد الأشخاص الذين يعملون لصالح الأفراد المتحوّلين جنسيّا كبر بشكل ملحوظ.
في نفس السّنة أقيم برنامج “ألوان” في مدينة تل-أبيب، وهو الاوّل من نوعه للشباب والشابات العرب التابعين لمجتمع الميم. ومنذ ذلك الحين اتسعت مراكز الانشطة لتصل الى حيفا واماكن اخرى.
تطوّر في المقابل مجال الانشطة الافتراضيّة بصورة ملحوظة نسبة لغرف الالتقاءات التقليديّة، ايجي كانت اوّل المبادرين بتنظيم انشطة للشباب عن طريق الواتساب لكيّ يصلوا الى اكبر عدد من الأشخاص الذين لا يستطيعون التواجد جسديّا في الاندية والمجموعات، سميّ تنظيم الانشطة الافتراضيّة ب – ديجي (digital).
في سنة 2017 تم البدء بمخطّط جعل مركز ” بار – نوعر” مركزا للأنشطة التّابع لايجي بشكل حصريّ، تم هذا الامر بمساعدة اللجنة الاداريّة للنّقابة حيث استمرّ هذا المخطّط سنة كاملة. الهدف من هذا المخطّط هو توحيد الجهات المختصة بمساعدة شباب مجتمع الميم وزيادة ميثاقيّتها. منذ تلك السنة تم افتتاح 14 نادي إضافي في أنحاء الدّولة. بالاضافة الى ذلك توسّعت أنشطة المنظّمة الى 5 مناطق جغرافيّة: الجنوب، القدس، المركز، شارون والشمال.
بسبب ازدهار الأنشطة في ايجي تأسّس مركز الإرشاد الخاص يايجي، مركز الإرشاد تأسّس من أجل رغبة الحزب بخلق مكان يلجأ إليه شباب مجتمع الميم لتلقي المساعدة بشكل واضح، ومن اجل الاستمرار بالانشطة الثّقافيّة الخاصة بايجي و بالتشديد على مجالات الأنشطة الغير رسميّة في الدّولة. مركز الارشاد يستمرّ بنشر القيم الثقافيّة التي تساهم بها الانشطة المختلفة ويشير الى العلاقة بين الرهاب من مجتمع الميم والعنصريّة، ويهدف لجعل المجتمع الاسرائيليّ متفهّما أكثر لآراء ومبادئ مجتمع الميم ويحسّن التواصل بينهما.
في السّنوات الاخيرة، وفي ضوء الحقيقة انّ انشطة ايجي تجذب انتباه الكثير من الشباب والشابات وتخلق منظور ارشاديّ، ازداد عدد المتدربين والمتدربات الذين يطمحون ليصبحوا جزءا فعّالا وناجعا في ايجي. بسبب هذا الازدياد تم تأسيس مجموعات الاجندة- مجموعات التي تتيح للشباب الاشتراك بوظائف الارشاد والتوجيه في المنظّمة.
في سنة 2018 تأسّس ولأول مرة حزب الاصدقاء والصديقات لايجي Friends of igy – FOI من اجل تجنيد شركاء ومساهمين لتحسين انشطة الحزب.
جال أوحوفسكي اليوم هو رئيس ايجي وينيف فايتسمان هو رئيس مجلس الإدارة في ايجي.